هل لنا بكشف حساب القمة السابقة " كثيرة هي القمم العربية التي عقدت وناقشت قضايا مصيرية في السياسة والاقتصاد والطاقة والتنمية والثقافة والعلوم، واتخذت قرارات وتبنت توصيات ولكن المواطن العربي يتساءل عن مخرجات قمم زعمائه، وهل نجحت في إحداث تغيير ملموس ولو طفيف على حياته اليومية؟. وبصفتي مواطنا عربيا مهتما بالشأن الاقتصادي فإنني أشعر تجاه القمة المقبلة بمشاعر متناقضة تختلط فيها السعادة بالأسى، أما الفرح فيعود إلى أن عقد القمة العربية التنموية في الرياض عاصمة بلادي، ومهوى أفئدة العرب قد يشكل بداية نقلة نوعية حقيقية للعمل العربي المشترك، إذا ما خلصت النوايا وفعلت القرارات إلى منجزات يلمسها الإنسان العربي من المحيط إلى الخليج، وتسهم في تحسين نوعية تعليم أبنائه، ورفع معدل دخله السنوي، والارتقاء بمستوى الرعاية الصحية التي يمكن أن تحصل، وتسهيل انتقاله بدون قيود تذكر بين جميع بلدان عالمه العربي الكبير. أما الأسى فيعود إلى أنني أدرك ومعي الكثيرون من أشقائي العرب بأن مسيرة تكامل دولنا في معظم المجالات لا تزال تعاني من التعثر غير المبرر، ويكتسي سطحها الكثير من الندوب على الرغم من المقومات الهائلة التي ينطوي عليها عالمنا العربي والتي لو أحسن توظيفها لكان الحال غير الحال في كافة بلداننا العربية. أرجو أن تبدأ القمة الجديدة أعمالها بإجراء كشف حساب لما تم تنفيذه من مقررات قمة شرم الشيخ السابقة، واتخاذ مواقف جادة لتذليل المعوقات التي حالت دون التنفيذ؛ وذلك قبل أن تتم إضافة المزيد من التوصيات التي ستظل حبيسة عدم نضج الجهود العربية.